ما هي الصفقات الطويلة والصفقات القصيرة؟

  • 05-06-2025

تعد استراتيجية الصفقات الطويلة Long Position والصفقات القصيرة Short Position من أكثر الأدوات استخدامًا لتحقيق الأرباح، لكنهما تختلفان جذريًا في آلية العمل ومستوى المخاطر والأهداف المرجوة. فهل تبحث عن نمو مستقر على المدى الطويل؟، أم تفضل المضاربة السريعة لاستغلال تقلبات الأسعار؟ في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل مفهوم كل استراتيجية، مع مقارنة شاملة بينهما، وأمثلة تطبيقية، بالإضافة إلى العوامل المؤثرة في اختيار النوع المناسب لك.

ما هي الصفقة الطويلة Long Position؟

شراء أصل مالي بهدف بيعه في المستقبل بسعر أعلى يُعرف باسم الشراء الطويل Long Position أو الاستثمار طويل الاجل، وهو أحد أكثر الاستراتيجيات شيوعًا في الأسواق المالية. تعتمد هذه الاستراتيجية على اقتناء الأصول مثل الأسهم أو العملات أو السلع، والاحتفاظ بها حتى يرتفع سعرها، ثم بيعها لتحقيق الربح.

تستخدم الصفقة الطويلة Long Position عندما يتوقع المستثمر ارتفاع سعر الأصل، سواء بناءً على تحليل فني أو أساسي أو مؤشرات السوق. و من أبرز مميزاتها أن المكاسب المحتملة غير محدودة، حيث يمكن أن يستمر السعر في الصعود، مما يزيد الأرباح. كما أن هذه الاستراتيجية تعتبر أقل خطورة مقارنة بالصفقات القصيرة (البيع على المكشوف).

على الرغم من مزايا الصفقة الطويلة إلا أنها تحمل بعض المخاطر، أبرزها خسارة جزء من رأس المال في حال انخفاض سعر الأصل. ومع ذلك، تظل الخسارة محدودة بسعر الشراء (أي أن المستثمر لا يمكن أن يخسر أكثر مما استثمر).

ما هي الصفقة القصيرة Short Position؟

بيع الأصل المالي المُقترض، أو البيع على المكشوف Short Selling، هو استراتيجية تداول يقوم فيها المستثمر ببيع أصل مالي مثل (أسهم أو سندات أو عملات أو غيرها) بهدف إعادة شرائه لاحقًا بسعر أقل عند انخفاض قيمته. يتم تحقيق الربح من الفرق بين سعر البيع الأول وسعر الشراء لاحقًا.  

يُستخدم البيع على المكشوف عندما يتوقع المستثمر انخفاض سعر الأصل المالي في المستقبل. هذه الاستراتيجية شائعة في الأسواق الهابطة أو عند وجود مؤشرات على ضعف أداء شركة أو قطاع معين. يمكن أن يكون البيع على المكشوف أداة للمضاربة أو للتحوط ضد مخاطر انخفاض الأسعار في محفظة استثمارية أخرى.  

من أبرز مميزات البيع على المكشوف تحقيق أرباح من الأسواق الهابطة، مما يتيح للمستثمرين الاستفادة من تراجع الأسعار بدلًا من الاعتماد فقط على الصعود. ومع ذلك، تنطوي هذه الاستراتيجية على مخاطر كبيرة، أبرزها أن الخسائر قد تكون غير محدودة لأن سعر الأصل يمكن أن يرتفع بشكل غير متوقع، مما يزيد من تكلفة إعادة الشراء.

الفروق الرئيسية بين الصفقات الطويلة والقصيرة

الفرقالصفقات الطويلةالصفقات القصيرة
الاتجاه المتوقعارتفاع السعر (سوق صاعد)انخفاض السعر (سوق هابط)
الآليةشراء الأصل ثم بيعه لاحقًا بسعر أعلىاقتراض الأصل وبيعه، ثم إعادة شرائه بسعر أقل
الربحمن الزيادات في سعر الأوراق الماليةمن انخفاض سعر الأصل المالي
الاستخدامشائعة للمبتدئينتحتاج خبرة
الاستخداماستثمار طويل الأجلمضاربة على الهبوط أو التحوط
المخاطرمخاطر محدودة نسبيامخاطر عالية غير محدودة

عادةً ما تُستخدم الصفقات الطويلة في الاستثمار على المدى البعيد، وهي مناسبة للمتداولين أو المستثمرين الذين يهدفون إلى التقاعد ويرغبون في وضع أموالهم في استثمارات مستقرة تُحقق لهم عائدًا على مدى طويل. أما الصفقات القصيرة، فعادةً ما تُستخدم في المضاربة السريعة أو كوسيلة للتحوط ضد تقلبات ومخاطر السوق. وهناك العديد من الفروقات بين الصفقات الطويلة والقصيرة، وقد قمنا بتوضيحها في هذا الجدول.

أمثلة تطبيقية للصفقات الطويلة والقصيرة

بينما تعتمد الصفقة الطويلة على تفاؤل المستثمر بارتفاع السعر، تعكس الصفقة القصيرة توقعاته بانخفاضه. الصفقات الطويلة تعتبر أقل خطورة لأن الخسائر محدودة بسعر الشراء، بينما الصفقات القصيرة قد تتسبب في خسائر كبيرة إذا تحرك السعر عكس التوقع. كلا الاستراتيجيتين تتطلبان تحليلًا دقيقًا للسوق، وإدارة جيدة للمخاطر، وإليك مثالا تطبيقيا لكل نوع منهما:

الصفقة الطويلة (الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع)  

في الصفقة الطويلة، يقوم المستثمر بشراء أصل ولنتفرض أنه بعض أسهم شركة Apple عندما يكون سعره منخفضًا، على أمل أن يرتفع السعر في المستقبل. 

على سبيل المثال، إذا اشترى المستثمر سهم Apple عند 150 دولارًا، ثم ارتفع سعره إلى 180 دولارًا، يمكن بيعه وتحقيق ربح قدره 30 دولارًا للسهم الواحد. هذه الاستراتيجية مناسبة في الأسواق الصاعدة، حيث يتوقع المستثمر نموًا مستمرًا في قيمة الأصل.

الصفقة القصيرة (البيع بسعر مرتفع وإعادة الشراء بسعر منخفض) 

أما الصفقة القصيرة، فهي استراتيجية تُستخدم عندما يتوقع المستثمر انخفاض سعر الأصل. في هذا السيناريو، يقوم المستثمر ببيع سهم مثل Tesla عند سعر مرتفع مثلاً 200 دولار، ثم يعيد شراءه لاحقًا عندما ينخفض السعر ل 170 دولارًا.

هنا الفرق بين سعر البيع والشراء 30 دولارًا يمثل ربح المستثمر. هذه الاستراتيجية تنطوي على مخاطر أعلى، لأن الخسائر قد تكون غير محدودة إذا ارتفع السعر بدلاً من انخفاضه.

العوامل المؤثرة في اختيار نوع الصفقة 

هناك عدة عوامل تؤثر بشكل مباشر في اختيار نوع الصفقة سواء كانت طويلة أو قصيرة ومن أهمها ما يلي:

  • تحليل السوق.  
  • تحمل المخاطر.  
  • الأهداف الاستثمارية.  

1- تحليل السوق

يعد تحليل السوق (صاعد أم هابط) من العوامل الأساسية في تحديد نوع الصفقة الاستثمارية. ففي السوق الصاعد، يميل المستثمرون إلى اختيار صفقات الشراء الطويلة لاستغلال اتجاه الأسعار نحو الارتفاع. 

بينما في السوق الهابط، قد يلجأون إلى صفقات البيع القصيرة أو الأصول الآمنة لتجنب الخسائر. كما أن تحليل المؤشرات الفنية والأساسية يساعد في تحديد التوقيت المناسب للدخول أو الخروج من الصفقات.  

2- تحمل المخاطر  

يختلف مستوى تحمل المخاطر من مستثمر لآخر، مما يؤثر بشكل مباشر على اختيار نوع الصفقة. فالأشخاص الذين يمتلكون قدرة عالية على تحمل المخاطر قد يختارون صفقات ذات رافعة مالية عالية أو استثمارات في أصول متقلبة مثل العملات الرقمية أو الأسعار الناشئة. 

على الجانب الآخر، يفضل المستثمرون المحافظون الصفقات الأقل خطورة مثل السندات أو الصناديق الآمنة لتجنب التعرض لتقلبات حادة.  

3- الأهداف الاستثمارية  

تلعب الأهداف الاستثمارية (طويلة أم قصيرة الأجل) دورًا محوريًا في تحديد نوع الصفقة. فالمستثمرون الذين يسعون إلى تحقيق أرباح سريعة قد يختارون التداول اليومي أو المضاربة على تحركات الأسعار قصيرة الأجل. 

بينما أولئك الذين يهدفون إلى النمو التدريجي للثروة قد يفضلون الاستثمار في أسهم أو عقارات طويلة الأجل. كما أن تنويع المحفظة وفقًا للأهداف يقلل المخاطر ويعزز العوائد المتوقعة.

أيهما مناسب لي الصفقات الطويلة أم القصيرة؟

المناسب لك كمتداول أو مستثمر يعتمد على تحديد وجهتك واحتياجاتك فمثلا الصفقات الطويلة تناسبك إذا كنت تهدف إلى نمو ثابت مع تقليل المخاطر، ولديك صبر لانتظار الأرباح على مدى سنوات. وتعتمد هذه الصفقات على تحليل أساسي (أداء الشركات، الاقتصاد) ولا تحتاج إلى متابعة يومية، مما يجعلها مثالية للمبتدئين أو المشغولين.

أما الصفقات القصيرة فتناسبك إذا كنت تتحمل مخاطرًا أعلى وتملك خبرة في التحليل الفني (الرسوم البيانية، المؤشرات). وتتطلب وقتًا يوميًا لمراقبة السوق، وقد تحقق أرباحًا سريعة، لكنها تحتاج إلى إدارة دقيقة للمخاطر لتجنب الخسائر المفاجئة.

Author

الكاتب

تعليم التداول

"موقع تعليم التداول" هو منصة تعليمية رائدة تهدف إلى تمكين المتعلمين من دخول عالم التداول بثقة من خلال تقديم محتوى احترافي ومجاني يغطي أساسيات واستراتيجيات التداول. يسعى الموقع إلى تبسيط المفاهيم المالية ونشر الوعي الاستثماري عبر دورات تعليمية مصممة من قبل خبراء في الأسواق المالية، تجمع بين النظرية والتطبيق وتناسب جميع المستويات.

الأسئلة الشائعة

ما هو الفرق بين الصفقات الطويلة والقصيرة؟

ما هو نوع التداول الأكثر ربحية؟

ما هو التداول على المدى الطويل؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مشار إليها *