يُعد الدايفرجنس Divergence أحد الأدوات القوية التي تساعد المتداولين على اكتشاف التغيرات المحتملة في اتجاه السوق قبل حدوثها. لكن، هل يكفي الاعتماد على الدايفرجنس وحده؟ أم يُفضل دمجه مع أدوات أخرى مثل مستويات الدعم والمقاومة، المتوسطات المتحركة؟. في هذا المقال، سنجيب على ذلك و نتعمق في أنواع الدايفرجنس وكيفية استخدامها، مع أمثلة تطبيقية توضح كيفية تحديد الإشارات وتجنب الأخطاء الشائعة. 

ما هو الدايفرجنس Divergence؟

الدايفرجنس هو حالة تظهر عندما يتحرك سعر الأصل في اتجاه معاكس لحركة المؤشر الفني، مثل RSI أو MACD. بمعنى آخر، إذا كان السعر يصنع قممًا أعلى (صعوديًا) بينما المؤشر يصنع قممًا أقل (هبوطيًا)، أو العكس، فهذا يشير إلى وجود اختلاف أو "دايفرجنس".  

يُستخدم الدايفرجنس كإشارة تحذيرية على أن الاتجاه الحالي قد يفقد زخمه، مما قد يؤدي إلى انعكاس في السعر أو تصحيح مؤقت. وهو أداة مفيدة للمتداولين لتوقع التغيرات المحتملة في حركة السوق، سواء في الاتجاه الصعودي أو الهبوطي.  

أنواع الدايفرجنس Divergence

أنواع الدايفرجنس Divergence تنحصر في ثلاث أنواع وهي:

• الدايفرجنس الصاعد Bullish Divergence.
• الدايفرجنس الهابط Bearish Divergence.
• الدايفرجنس المخفي Hidden Divergence.

الدايفرجنس الصاعد Bullish Divergence

يظهر هذا النوع من الدايفرجنس عندما ينخفض السعر (يصنع قيعانًا أدنى)، بينما يرتفع المؤشر الفني (مثل الماكد أو RSI) ويُشكل قيعانًا أعلى. و يُشير هذا التناقض إلى ضعف الزخم الهبوطي، مما قد يُنذر باحتمال انعكاس السعر صعودًا قريبًا.

و يُعتبر الدايفرجنس الصاعد إشارة تداول مفيدة، خاصة عند دعمها بأدوات تحليل أخرى مثل مستويات الدعم أو نماذج الشموع الصعودية. ومع ذلك، لا يُنصح بالاعتماد عليه وحده، فقد يتأخر الانعكاس أو يفشل في بعض الاحيان.

الدايفرجنس الهابط Bearish Divergence

يظهر الدايفرجنس الهابط عندما يرتفع السعر ويصنع قمماً أعلى، بينما المؤشر الفني مثل RSI أو الماكد يشكل قمماً أدنى، مما يشير إلى ضعف في الزخم الصاعد. هذه الإشارة تحذر من أن الاتجاه الصاعد قد يفقد قوته، وأن السعر قد يشهد انعكاساً هبوطياً قريباً.  

لكن يجب عدم الاعتماد على الدايفرجنس وحده، بل يُفضل تأكيده بإشارات أخرى مثل اختراق مستويات دعم أو تغير في نمط الشموع. كما قد يظهر أحياناً دون أن يعقبه انعكاس قوي.

الدايفرجنس المخفي Hidden Divergence

الدايفرجنس المخفي Hidden Divergence هو إشارة تظهر عندما يتحرك السعر والمؤشر في اتجاهين مختلفين خلال تصحيح مؤقت، مما يشير إلى احتمالية استمرار الاتجاه الأصلي. 

في النوع الصاعد، يكون الاتجاه العام هابطًا ويحدث تصحيح صعودي في السعر، لكن المؤشر لا يؤكد هذه الحركة (كأن تكون قمته أقل أو مسطحة)، مما يدل على ضعف التصحيح وإمكانية عودة الهبوط. 

أما في النوع الهابط، فيكون الاتجاه العام صاعدًا مع تصحيح هبوطي في السعر، لكن المؤشر لا يشكل قاعًا جديدًا أدنى (بل أعلى أو مسطحًا)، مما يوحي بضعف التصحيح وترجيح استمرار الصعود.

يُستخدم الدايفرجنس المخفي مع مؤشرات مثل MACD أو RSI، وغالبًا ما يعتمد المتداولون عليه لتأكيد استمرارية الاتجاه بدلًا من انعكاسه.

كيفية تحديد الدايفرجنس باستخدام المؤشرات؟

يمكن تحديد الدايفرجنس divergence باستخدام المؤشرات الفنية والتي عند استخدامها يتم تأكيد الاتجاه لاتخاذ قرار صائب ومن أشهر هذه المؤشرات المستخدمة: 

• مؤشر RSI: يقيس مؤشر قوة تحركات السعر، ويُستخدم لاكتشاف الدايفرجنس عند اختلاف اتجاهه عن اتجاه السعر.  
• مؤشر MACD: يُظهر مؤشر العلاقة بين المتوسطات المتحركة، ويُحدد الدايفرجنس عند تباعد اتجاهه عن السعر.  
• مؤشر Stochastic Oscillator: يُقارن سعر الإغلاق بالنطاق السعري، ويكشف الدايفرجنس عند تعارض اتجاهه مع السعر.

و طريقة تحديد الدايفرجنس باستخدام هذه المؤشرات هي عبارة عن رسم خط اتجاه على قمم أو قيعان السعر وآخر على المؤشر في نفس الفترة كما هو موضح بالصور السابقة. إذا كان السعر يصنع قمة أعلى بينما المؤشر يصنع قمة أدنى (دايفرجنس هبوطي)، أو العكس (دايفرجنس صعودي)، فهذا يشير إلى احتمال انعكاس الاتجاه.

أمثلة تطبيقية على الدايفرجنس 

في ما يلي نعرض أمثلة تطبيقية على الدايفرجنس الصاعد و الهابط:

مثال على دايفرجنس صاعد 

الدايفرجنس الصاعد يحدث عندما يكون السعر في قاع جديد، ولكن المؤشر (مثل الماكد أو RSI) يُظهر قاع أعلى. هذا يشير إلى ضعف الزخم الهبوطي وقد يعكس السعر صعودًا.  

مثال على الرسم البياني: السعر يشكل قاعًا عند 50 دولار ثم قاعًا أدنى عند 45 دولار. و المؤشر يشكل قاعًا عند 30، ثم قاعًا عند 35 (أعلى من السابق). اذا النتيجة احتمالية صعود السعر بعد تأكيد الإشارة.  

مثال على دايفرجنس هابط 

الدايفرجنس الهابط يحدث عندما يكون السعر في قمة جديدة، لكن المؤشر يُظهر قمة أدنى. هذا يشير إلى ضعف الزخم الصاعد وقد يعكس السعر هبوطًا.  

مثال على الرسم البياني السعر: يشكل قمة عند 100 دولار ثم قمة أعلى عند 110 دولار. و المؤشر يشكل قمة عند 70، ثم قمة عند 65 (أدنى من السابق). إذا تكون النتيجة احتمالية هبوط السعر بعد تأكيد الإشارة.  

مميزات وعيوب استخدام الدايفرجنس

المميزات	العيوب
يساعد في تحديد نقاط الانعكاس المحتملة	لا يعطي إشارات دقيقة دائمًا (احتمال وجود إشارات خاطئة).
يعزز دقة إشارات المؤشرات الأخرى	يحتاج إلى تأكيد من أدوات تحليل أخرى
تنبيه مبكر عن انعكاس الاتجاه	لا يحدد مستويات الدخول أو الخروج بدقة

ما الذي يجب فعله عند استخدام الدايفرجنس في التداول؟ 

عند استخدام الدايفرجنس في التداول يجب الاخذ في الاعتبار الآتي:

• عدم الاعتماد على الدايفرجنس بمفرده: حيث يعتبر الدايفرجنس أداة مفيدة للتنبيه بانعكاس الاتجاه، لكنه لا يكفي لوحده. و يُفضل دمجه مع أدوات أخرى مثل تحليل الاتجاه العام للسوق، أو مستويات الدعم والمقاومة، أو مؤشرات فنية إضافية لزيادة دقة الإشارات وتجنب القرارات الخاطئة.  
• اختيار الإطار الزمني المناسب: يعطي الدايفرجنس نتائج أكثر موثوقية على الأطر الزمنية المتوسطة أو الطويلة مثل 4 ساعات أو يومي، حيث تكون الإشارات الكاذبة أقل مقارنةً بالأطر الزمنية القصيرة مثل الدقائق. و كلما زاد الإطار الزمني، زادت مصداقية التشكل.  
• إدارة المخاطر بوضع وقف الخسارة Stop Loss: حتى مع ظهور إشارة دايفرجنس قوية، يجب دائماً تحديد نقطة وقف الخسارة لحماية رأس المال. مثلاً، يمكن وضع وقف الخسارة أسفل أحدث قاع في حالة الصعود، أو فوق أحدث قمة في حالة الهبوط.